{ بــســم الله الرحمن الرحــيــــم }
{ يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضيه فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي }
{ صــــــدق الله العــــظـــيم }
31/8/2006
هذا اليوم لم ولن يغيب عن اذهان اي اهلاوي
ذلك اليوم الذي تغيب عن النادي الاهلي اغلي شخص
الذي دائما في قلوبنا وعقولنا شخصية عزيزة علي قلوبنا
شخصية معطائة محبوبة من الجميع ومحبة للخير
في هذا اليوم وصلنا خبر مشئوم يحمل معه كل عبارات الحزن والالم والدموع
وهو خبر وفاة اللاعب الخلوق المحبوب
{ مـــحــــمـــد عــبــد الوهـــاب }
الشخصية الغالية علي قلوبنا رحلت عنا ف هذا اليوم وتركت لنا دموع الحسرة والالم
ذهب محمد عبد الوهاب لرحمة الله تعالا وتركنا حزينيين
وترك زملائه في النادي يذوقون طعم الدموع والالم والحسرة علي فراقه
انت فين يا محمد
مش عايزه حد يلبس فانلته
الدموع والحزن عن وجه الأم .. حافيه القدمين، مكلومة زائغة العينين، تائهة او كأن أحدا تاه منها الدموع متحجرة في مقلتها..
ياولدي
يابني.. انزل يا محمد ياولدي.. هاتولي ولدي.. هكذا ظلت الحاجة ام محمد
تنادي ابنها وهي حزينة مصدومة امام باب المستشفي الذي كان يرقد فيه جثمان
فلذة كبدها الذي رحل عنها بلا عودة.. ولكن صورته المحفورة في قلبها وعقلها
لم ولن تفارقها ابدا.
ومع كلمات ام محمد عبدالوهاب انهار لاعبو
الاهلي وزملاء عبدالوهاب في الاندية الاخري الذي حضروا مثل الاطفال
التائهين وانخرطوا في موجة بكاء هيستيري وسقط بعضهم ارضا واغشي علي بعضهم
الاخر.. وانهار زميله وبلدياته احمد صديق، لدرجة انه اغشي عليه اكثر من
مرة، في حين حاول عماد متعب زميله في المنتخبات والنادي مواساة الام ببعض
الكلمات.. ولكن هيهات ان يؤِثر فيها شيء ويلفت نظرها شيء.
والغريب
ان ام الراحل كانت قد زارته قبل ساعات من وفاته لتطمئن عليه وتعرف اخر
اخباره بعد ان اعتقدت خطأ انه الذي توفي عند سماع نبأ حادث زميله الراحل
احمد وحيد وان يكون معه في السيارة وهرعت الي القاهرة لانها كانت تعتقد ان
المقربين منها يخدعونها ويخشون عليها من الخبر الاليم ولم تصدق الا بعد ان
رأته بعينها وعادت لسنورس ليسبقها خبر وفاته.
كان مشهدا مؤلما فرش
اشقاء عبدالوهاب فانلاته امامهم وهم يتذكرون لحظات تألقه اما شقيقه الاصغر
محمود فقد اسقط الدموع من اعين الجميع بعد ان تمسك برأيه وارتدي احد
فانلات شقيقه محتضنا صورته مع شقيقاته.
راضيين ياربي بحكمك ، بس
الهمنا الصبر والسلوان نزل علي قلوبنا الصبر عشان نفضل نسبح بحمدك. كانت
هذه هي الكلمات التي جري بها لسان الحاج محمد عبدالوهاب والد الراحل محمد
عبدالوهاب نجم الاهلي ومنتخب مصر، وهو في بيته يستقبل طابور المعزين الذين
عقد الحزن ألسنتهم من فرض الحزن علي الفقيد.. ووسط دموعه خرجت الكلمات
ثقيلة وحزينه معبرة عن صدمة الأب في مصابه الأليم.
كل شيء ذهب في
لحظة .. فجأة انتهت مشكلة عبدالوهاب مع الظفرة .. و مشكلة ضمه للأهلي .. و
مشكلة لعبه أفريقيا من عدمه .. و مشكلة المقابل المادي الذي سيحصل عليه
الظفرة .. لن يحتاج أي من الناديين أن يرسل مندوبا للفيفا لحل الأزمة ..
لم يعد هناك داعي للخطابات التي تطالب بالحل الودي .. الدنيا فانية!
دقائق
قليلة انتهى فيها كل شيء .. كان قادما للمران بنشاطه المعتاد و بمزاج
معتدل جدا، يضحك و يمزح مع الجميع، لكن انتهى المران و لم يكن معنا ..
المران بدأ في تمام التاسعة و النصف .. قبل المران
كان قادما بنشاطه المعتاد، صافحته كالعادة قبل دخوله لغرفة الملابس ليرتدي
ملابس المران .. بدأ المران و كل شيء عادي و عبدالوهاب يؤدي بشكل طبيعي بل
و أفضل من الطبيعي، و كان من أنشط اللاعبين الموجودين في الملعب بشهادة
الجميع
في تمام العاشرة و الربع، كانت معه الكرة، فلعبها
عكسية للناحية الأخرى بشكل طبيعي قبل أن يمسك بركبته في وضع الركوع تماما،
ثم سقط على الأرض على ظهره
الجميع جرى نحوه، لاعبين و جهاز فني و
إداري و عمال غرف الملابس و حتى الصحفيين، ثم أفسح الجميع المجال للهواء و
قاموا بالتهوية .. لا حركة و لا كلام .. طار وائل رياض بملابس المران و
أحضر سيارته الخاصة و دخل بها النادي ثم أرض الملعب، ركب بجواره الدكتور
إيهاب على و في الخلف الكابتن حسام البدري و معه عبدالوهاب
لا احد يصدق أو يستوعب ما حدث ..
طار الجميع إلى مستشفى مصر الدولي .. خلال أقل من سبع
دقائق كنا هناك، صعدوا به إلى غرفة العمليات .. غرفة رقم 4 في الطابق
الثاني .. دخل معه الدكتور إيهاب على لغرفة العمليات
بعد عشر دقائق
خرج الطبيب المعالج مع الدكتور إيهاب على، و حينها صرح الطبيب المعالج
بأنه قد فارق الحياة .. سقط الدكتور إيهاب على أرضا منهمرا في البكاء ..
بكى الجميع .. أصيب أسامة حسني و وائل رياض بإغماء إثر الصدمة قبل أن
يفيقوا و يستفيضوا في البكاء
الجميع يبكي و يصرخ في مشهد مؤلم للغاية"
وفاته جاءت في تمام العاشرة و خمسة و ثلاثين دقيقة ..
وصل الكابتن أحمد ناجي بعد وفاته و بدا متأثرا بشدة مما قاده لتصرفات
انفعالية جنونية .. كل اللاعبين أبلغوا بعضهم، دقائق و وصل الجميع .. هادي
خشبة .. سيد عبدالحفيظ .. حتى عماد متعب لم يكن في النادي يومها جاء طائرا
ظللنا منتظرين حتى وصل أهله .. جاء خاله الذي رباه
منذ أن كان صغيرا .. بدا غير مصدقا و صاح "يا محمد .. يا محمد" و انهمر في
البكاء و بالطبع انهمر الجميع معه متأثرين بالمشهد، بعد ذلك جاء محمد مكي
لاعب حرس الحدود و الذي يعتبر من أقرب أصدقاء عبدالوهاب و فور وصوله انهمر
في البكاء و سقط أرضا و حمله الكابتن أحمد شوبير الذي بكى بشدة أيضا و دخل
به احدى الغرف
توالى اللاعبون في الوصول .. جاء ميدو، إبراهيم سعيد، طارق السيد، يوسف حمدي و كثيرون غيرهم ليس هم فقط .. كما انهار
لاعبي المنتخب نفسيا فور علمهم بالأمر .. المشهد صعب بالفعل"
وصلت والدته و دخلت مسرعة .. لم يرها أحدا تقريبا إن أننا سمعنا صوتها ...
بعد فترة خرج الجثمان ملفوفا بعلم الأهلي ..
السقوط الاول
ارتعدت فرائص مشجعي الأهلي في مدرجات استاد القاهرة
وأمام التليفزيون خلال لقاء الفريق الأحمر أمام الزمالك في نهائي كأس مصر
عندما سقط محمد عبد الوهاب نجم الأهلي مغشيا عليه بعد
التحام مع يوسف حمدي لاعب الزمالك ، لكن القدر ادخر لهم الصدمة الأكبر بعد
فترة قصيرة عندما سقط اللاعب للأبد على الملعب الذي شهد تألقه.
ولم يدر بخلد أحد أن سقوط عبد الوهاب في نهائي كأس
مصر كان مقدمة لسقوطه الأخير على ملعب مختار التتش بالأهلي بعد معاناة
شهدتها أيامه الأخيرة لعدم تحديد موقفه من الانتقال نهائيا للفريق الأحمر
، وتخبط أبعده عن فريقه ومنتخب مصر.
قبل صلاة الظهر بقليل رحل محمد عبد الوهاب لاعب
النادي الأهلي ومنتخب مصر بعد أن وافته المنية في التدريب الصباحي صباح
يوم الخميس 31/8/2006
الجميع حول عبد الوهاب لتوديعه
أسرع لاعبي فريق الأهلي ومنتخب مصر بالذهاب
إلى مستشفى مصر الدولي لتوديع محمد عبد الوهاب بعد أن وافته المنية صباح
اليوم إثر أزمة قلبية .
تهاترت دموع اللاعبين أمام حجره الفقيد بعد
روئيتهم له ممددا بوجه بشوش كأنه نائم وليس ميتا.....كما كان هناك عدد
كبير من الجماهير خارج المستشفي يحاولون هم الآخرين توديع محمد عبد الوهاب
لكن أمن المستشفي قد منعهم من ذلك حفاظا على راحة المرضي .
هذا وقد أصيب إبراهيم سعيد اللاعب المقرب للمرحوم
محمد بهستريا من البكاء المتواصل لعدم توقعه مثوله في مثل ذلك الموقف
بينما حاول ميدو لاعب منتخب مصر أن يهدأ من روعه بعد بكاء امتد لمده ربع
ساعة بجملة الموت علينا حق.
شئ وحيد هو الذي كان يرتسم على وجوه الجميع وهو –
الصدمة – فلا اعتراض على قضاء الله ولكن للصدمة وقع رهيب على النفس فالخبر
نزل علينا جميعا كالصاعقة – لقد مات محمد عبد الوهاب – في البداية لم أصدق
نفسي ولكنني استغفرت ربي وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون وتوجهت الى هناك
الى مستشفى مصر الدولي وأول من واجهته كان شادي محمد – وكان مذهولا –
يتحدث مع نفسه وكأنه يحدث الجميع ينظر الى الأرض ثم ينظر الى الناس ويقول
لهم بصوت خافت – مات محمد عبد الوهاب – توجهت إليه ولم أتكلم .
الى جواره محمد صديق لم يتكلم ولم ينظر الى أحد كل ما
فعله هو البكاء والجميع يسأله – إيه إلي حصل يا كابتن – ويرد صديق – مات
عبد الوهاب – أبراهيم سعيد جاء مسرعا وعندما شاهد صديق وشادي وقف أمام
بوابة المستشفى وبكى بكاء شديدا ثم دخل الى الداخل مسرعا .
ومن بعده جاء – أحمد حسام – ميدو ليدخل دون أن يتكلم
ودون أن يرفع رأسه من الأرض وبعيدا جلس عمرو سماكة وحيدا فذهبت إليه "
البقاء لله يا عمرو .. ماذا حدث ؟ " فأجابني وهو يبكي " ولا حاجة إلي حصل
أنه كنا بنتدرب وفجأة وقع عبد الوهاب أفتكرناه تعبان جرينا عليه فجأة
ملقناش عبد الوهاب ؟؟"
شوبير كالعادة – كبير الأسرة – يحاول أن
ينهي كل شئ بهدوء ويطلب من الجميع الالتزام بالهدوء حتى يخرج عبد الوهاب
الى مثواه الأخير – ويصمت الجميع – ويخرق هذا الصمت من بعيد صوتها .. صوت
من كنا نخشى كلنا أن نراها .. صوت أم عبد الوهاب .
جاءت من بعيد
تنادي – ولدها – أنا جتلك يا ولدي – ولم ينطق أحد بكلمة ولم يستطيع أحد أن
يتحرك فالكل كان يخشى هذه اللحظة .. وهذه اللحظة بالذات .. إسلام الشاطر
هرب بعيدا عماد النحاس لم يستطيع إلا البكاء .. " جتلك يا ولدي " لم
يسمعها عبد الوهاب .. سمعناها كلنا يا أم عبد الوهاب .. إلا من أردتي أن
يسمعها !!!
لم يحاول أحد أن يقف أمامها وهي لم تنطق غيرها – جتلك
يا ولدي – وتدخل لولدها وتترك وراءها صمتا رهيبا خيم علينا جميعا فلم يعد
ينفع البكاء .. لم يعد حتى ينفع أن نحاول أن نهدئ من روع أم عبد الوهاب ..
وبصراحة لم يكن هناك من يستطيع أن يفعل ذلك
اشتقنا كثيرآ لوجودك يا عبد الوهاب
اشتقنا لـ تألقك وابتسامتك البريئه
ولكن انت ذهبت للرحمن
ولكن يا غالي انت في قلب وعقل كل مصري
لانك بـ اخلاقك واحترامك للجميع اخذت مكانه كبيره في قلوبنا
رحمك الله يا غالي وجعلك في جنه الخلد مع الانبياء والمسلمين الصالحين
ورحم والدك الذي فارق الحياه بعد فراقك المرير
وجعلكم في جنه الخلد مع الانبياء والصالحين
رأينا الكثير والكثير من البشر ولكن لم نشاهد مثلك يا خلوق
انت سحرتنا بـ ابتسامتك البريئه واحترامك وتواضعك
واسعدتنا كثيرآ ورسمت البسمه علي وجوهنا دايمآ
كنت تعطي ولا تنتظر مقابل لان قلبك صافي ولا تعرف النفاق او الخداع
احببت الفانله الحمراء واخلصت اليها واحببناك انت وفنك وابداعاتك
رحلت عنا ولكن لم ننساك في لحظه
لانك حقآ خلوق وقدير وتستحق الحب والاحترام
لكن طوال الاعوام القادمه سوف تظل في قلوبنا وعقولنا يا افضل من انجبت الكره المصريه .
البقاء لله وانا لله وانا اليه راجعون
مات عبد الوهاب ولكنه عايش دائما فى قلوبنا
منقووووووول