همس الليل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الليل


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول</a><hr>

 

 قصة تخلى اللى مش بيعيط يعيط بالعافية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسيرة الحب
Admin
Admin
أسيرة الحب


عدد الرسائل : 1077
العمر : 38
شخصيتك : شقية مووووت وبحب الحياة
تاريخ التسجيل : 18/10/2007

قصة تخلى اللى مش بيعيط يعيط بالعافية Empty
مُساهمةموضوع: قصة تخلى اللى مش بيعيط يعيط بالعافية   قصة تخلى اللى مش بيعيط يعيط بالعافية Emptyالجمعة مايو 23, 2008 8:21 pm

ورقة صغيرة كُتبت بخطٍ غير
واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة ... مكتوب بها

فضيلة الشيخ : هل لديك
قصة عن أصحاب أو أخوان ؟؟؟!... أثابك الله ...

كانت صيغة السؤال غير واضحة ،
والخط غير جيد...

سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟

وضعتها
جانباً ، بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ ...

ومضى الشيخ يتحدث في
محاضرته والوقت يمضي ...

أذن المؤذن لصلاةالعشاء ...

توقفت المحاضرة
، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين ، طريقةتغسيل وتكفين الميت عملياً
...

وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء ...

وأثناء ذلك أعطيت أوراق
الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررت أناستبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت
...

وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة ...

عاد
يتحدث وعاد الناس يستمعون ...

ومضىالسؤال الأول والثاني والثالث
...

هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهويقرأ السؤال ...

قلت : لن
يجيب فالسؤال غير واضح ...

لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث ...

((
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه
، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين
ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ...

وبين
لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...

ولسانه لايتوقف عن قول : إنا
لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلابالله ...

هذه الكلمات كانت تريحني
قليلاً ...

بكاؤه أفقدني التركيز، هتفت به بالشاب ...

- إن الله أرحم
بأخيك منك ، وعليك بالصبر

التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي

ألجمتني
المفاجأة ، مستحيل ، وهذاالبكاء وهذا النحيب

- نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى
وأعز أليّ من أخي ...

سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه
...

- إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة
المدرسة ، ونلعب سوياً فيالحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...

-
كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ،
تخرجنا من المرحلةالثانوية ثم الجامعة معاً ...

التحقنا بعمل واحد
...

تزوجنا أختين ،وسكنا في شقتين متقابلتين ...

رزقني الله بابن
وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...

عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد
الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ...

اشتركنا في الطعام
والشراب والسيارة ...

نذهب سوياً ونعود سوياً ...

واليوم ... توقفت
الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ...

- يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا؟؟
...

خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما
..

أخذت أردد ، سبحانالله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله
...

أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ...

لقد كان المشهد
مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة
...

راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...

أمسك به الحاضرون
وأخرجوه لكي نصلي عليه ...

وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة
...

أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...

فكانت جنازة تحمل على الأكتاف
، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...

وعند القبروقف باكياً ، يسنده بعض
أقاربه ...

سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ...

انصرف الجميع
...

عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لايعلمه إلاالله، وتقف عنده
الكلمات عاجزة عن التعبير ...

وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت
جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته
...

نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...

تقاطر الدمع على
خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...

يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه
...

يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ،يمسك بيده ، بالأمس
كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...

انقشع الحجاب ،
تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...

رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟

- عرضت
زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ،وعند صلاة العصر جاءت
لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ،رحمه الله لم يتحمل
الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...

- إنا لله
وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن
ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي
...

قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...

توجهنا بالجنازة إلى
القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...

لقد وجدناالقبر المجاور لقبر صديقه فارغاً
...

قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل
...

أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ،
يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ،وجمعت القبور بينهما
أمواتاً ...

خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفرلهما وأرحمهما ،
اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر
، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...))

انتهىالشيخ من الحديث ،
وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لا إله إلاالله، سبحان الله ،
وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ،والتي لو حدثني بها أحد
لما صدقتها ...

وأخذت ادعو لهما بالرحمةوالمغفرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamselleel.ahlamontada.com
 
قصة تخلى اللى مش بيعيط يعيط بالعافية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الليل :: قسم الحب والرومانسية :: قصص الحب الفضية-
انتقل الى: